دار الإفتاء توجه رسالة لمن يصوم ويترك الصلاة

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا مهمًا يتعلق بتصرفات بعض المسلمين الذين يمارسون صيام شهر رمضان دون أداء الصلاة، وحيث أكدت الدار في رسالتها أن الإسلام دين كامل ومتكامل، وأنه يجب على المسلمين الالتزام بجميع أركانه وعماده.

حكم الصيام بدون صلاة

فيما يتعلق بحكم الصيام بدون صلاة، أكد الدكتور علي جمعة، الذي شغل منصب مفتي الجمهورية سابقًا وهو عضو في هيئة كبار العلماء، أن الصيام بدون صلاة يعتبر صحيحًا ولا يحاسب الشخص عليه في يوم القيامة، وأشار إلى أنه لن يقال له: لقد أفطرت رمضان عمدًا بدون عذر، بل سيقول: صمت يا رب.

وأفاد جمعة في بيان نشره على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك بشأن حكم الصيام بدون صلاة، بأن صيام الشخص صحيح وصحيح صيامه وإن كان لا يصلي ويقع في المعاصي الأخرى مثل الكذب والرشوة وغيرها، وأشار إلى أن الشخص الذي لا يصلي يرتكب جريمة كبيرة وخطيئة عظمى ستؤثر على قبول أعماله.

تفسير حكم صيام تارك الصلاة بين القبول والتحذير
تفسير حكم صيام تارك الصلاة بين القبول والتحذير

وأوضح أن لكل عمل للإنسان وجهان، أحدهما يجعله يفشل في أداء الفرائض والآخر يجعله يحصل على الثواب والأجر، ولفت إلى أن هناك أشخاصاً لا يحصلون في صيامهم إلا على الجوع والعطش دون أن يحققوا الأجر المطلوب من الصيام، وأكمل جمعة بالقول إن مسألة الصحة والقبول والأجر هي مسألة مستقلة عن بعضها البعض.

فعلى سبيل المثال، إذا قام شخص بسرقة زجاجة ماء ليتوضأ بها، فإن وضوؤه صحيح، وإذا أدى الصلاة بعد ذلك، مع الاستغفار وإعادة ما سرقه، فإنه يعتبر مستقيمًا، ولكن إذا لم يتصرف بالشكل الصحيح، فإنه سيكون ظالمًا وسيحاسب عليه ذلك في يوم القيامة، وفي هذه الحالة سيكون قد فشل في أداء الفريضة ولا يمكنه إعادتها.

هل يقبل صيام تارك الصلاة 

تجيب دار الإفتاء المصرية على السؤال حول مدى قبول صيام الشخص الذي يترك الصلاة، وتؤكد أنه غير جائز للمسلم أن يترك الصلاة، وتشير إلى أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم حذروا من ترك الصلاة وتهاون في أدائها، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر، وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم.

وأوضحت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال المتعلق بالشخص الذي يصوم رمضان ولكنه لا يصلي، ما يعنيه فقد كفر في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث ذات الصلة، فإن المراد هو أنه قام بفعل كبير يشابه تصرف الكفار الذين لا يصلون.

وبالطبع، الكبائر هي من أعظم الذنوب كما أن الطاعات هي من أعظم أعمال الإيمان، ولا يعني ذلك أنه خرج من دائرة الإسلام حسب الله، إذا لم يجحدها ويكذب بها ومع ذلك، يعتبر تارك الصلاة مرتكبًا لإحدى الكبائر العظيمة من كبائر الذنوب.