استطاع مجموعة من علماء الآثار الكشف عن أحد ألغاز العصور القديمة الذي حير علماء الآثار لسنوات عديدة، وهو السؤال حول كيف قام القدماء المصريين وبناة الأهرامات بنقل الأحجار الضخمة التي استُخدمت في بناء تلك الهياكل الرائعة، ومن خلال دراستهم، توصل العلماء إلى أن السر وراء هذا الإنجاز الهندسي العظيم كان يكمن في استخدام المصريين لمجرى قديم لنهر النيل لنقل تلك الأحجار إلى منطقة الصحراء حيث تم بناء الأهرامات.
الهرم الأكبر، والذي يعتبر واحدًا من عجائب العالم القديم، يتألف من ما يقرب من 2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري والجرانيت، وكل كتلة تزن حوالي 2 طن، وما أثار حيرة العلماء هو أن هذا البناء تم قبل حوالي 4500 عام، وبدا كأن سر هذا الإنجاز الضخم سيبقى مدفونًا، ولكن بفضل جهود العلماء، تمكنوا من حل هذا اللغز.
في دراستهم الجديدة، أكد العلماء نظريتهم حول وجود المجرى القديم لنهر النيل من خلال تحليل خمس عينات تربة متحجرة من سهل الجيزة وفحصها في مختبر في فرنسا، وتبين أن هذه العينات تحتوي على البولين والنباتات المعروفة بوجودها حول نهر النيل، مما يثبت وجود مجرى نهري سابق في موقع بناء هرم خوفو، هذا المجرى تم استخدامه من قبل المصريين لنقل الأحجار الضخمة إلى مكان البناء، ولكنه جف في السنة 600 قبل الميلاد.
هذا الاكتشاف ليس مجرد حلاً للغموض القائم حول بناء الأهرامات، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة لفهم المزيد حول أسرار هذه الهياكل، مثل كيفية رفع الأحجار الضخمة وتوجيهها فوق بعضها، كما يمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم الحضارة المصرية القديمة ويكشف عن قدرات هندسية استثنائية.